تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في أحد المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الكاتبة السورية المقيمة في النمسا لوريس فرح
كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
مثلي مثل الجميع، واجهت ظروفا صعبة وقاسية. لكني تحديتها وأصريت على تحقيق أحلامي.. لم يكن الأمر سهلا لكني فعلتها. وأتمنى من كل حالم أن يسعى لتحقيق ما يصبو إليه. ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة
ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أقرأ رواية نزاز للكاتب السوري طلال مرتضى وأجمل كتاب قرأته رواية بؤس لستيفن كينغ.
متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
كانت لي محاولات وأنا صغيرة وثم توقفت وعدت منذ أربع سنوات بشكل كامل للكتابة.
ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
دمشق المدينة الأغلى على قلبي وأتمنى أن أزورها قريبا.
هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
راضية عن روايتي الأولى “خلف ستائر فيينا” ولكن أطمح دائما للأفضل ولا أقف عند مستوى معين بل أستمر في التقدم والنضج الكتابي. فالرضا عن النفس في الكتابة فخ يجب الحذر منه. عملي المقبل ربما يكون جزءا ثانيا للرواية أو عمل جديد إلى الآن لم أقرر بعد.
متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
إلى أن تأتي ظروف تجبرني على التوقف وغير ذلك سأبقى أكتب.
ما هو العمل الذي تمنيت أن تكونين كاتبته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
لا يوجد عمل تمنيت أن أكتبه رغم إعجابي الكبير بالكثير من الأعمال، فلي طريقتي في الكتابة التي لا أحبذ غيرها.
بالنسبة لطقوس الكتابة فظروفي للأسف لم تكن تسمح لي بالهدوء دائما ليتسنى لي الجو المناسب لذا كنت أكتب وأنا في وسط الضجيج. لكن الهدوء والوحدة هما الوضع الأمثل لقدرتي على الكتابة.
هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
بالطبع له الدور الكبير والمؤثر، فالفكرة عندنا تصاغ بطريقة ذكية وإبداعية تصبح كالسهم في طريقه لإصابة الهدف وهو عقول القراء. لذلك يجب أن يكون الكاتب على درجة من الوعي والمسؤولية فيما يكتب وينشر وإن غاب وعيه فأتمنى ألا يغيب وعي دور النشر عن ذلك.
هناك كتاب قرروا أن يغردوا فعلا خارج السرب وهنا الحكم لما قدموه بالفعل.
ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
أعتقد أن النسبة الأكبر من الكتاب يحبون العزلة حتى لو كانت إجبارية .فهي الوقود المناسب لإطلاق العنان للخيال.
شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
القدير جدا جبران خليل جبران… هو أعظم كاتب قرأت له. أحب أيضا غسان كنفاني.
ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
الخجل الزائد والعاطفة الشديدة.. لأنهما دليل على ضعف في الشخصية. ولكني تجاوزتهما الأن.
ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
الذكريات بالطبع فالفراغ هو كناية عن فقدان الذاكرة وعندما نفقد شيئا فالذكرى لا نستطيع فقدانها.
صياغة الآداب لا تأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن روايتك : ” خلف ستائر فيننا “، كيف كتبت وفي أي ظرف؟
روايتي بدأتها في دمشق وانهيتها في فيينا.. تروي حكاية الإنسان والقدر.. المسموح والمحجوب.. ما نملك وما نريده بالفعل .. الحب في علاقات مختلفة متشابكة فيما بينها حاولت تجسيد صورة عن جانب من واقعنا الحالي الذي يغص بهذا النوع من العلاقات العاطفية وأن للقدر كلمته في كثير من الأحيان مهما كانت كلمتنا.
إلى ماذا تحتاج المرأة العربية لتصل إلى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعنا الذكوري بامتياز. إلى دهاء وحكمة بلقيس ام إلى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
تحتاج لأن تخرج من عباءة الرجل ويصبح لها كيانها الخاص وفكرها المستقل. فما يمنع المرأة في بلادنا من الظهور بشكل صحيح ومنصف ليس غباء فيها أو انعدام ارادة بل السلطة القوية جدا للرجل التي تجعلها ترضخ رغما عنها. فالخسارة فادحة في أغلب الأحيان إن قررت أن تقول كلمتها.
ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض؟
الكتابة لا تكون إبداعية إلا إذا أحدثت تغييرا ايجابيا في القارئ على أي سبيل كان.. وأهم ما يجعلها إبداعية هي حث العقل على التفكير وتوسيع الأفق المعرفي وتحريره من فكرة التعصب لفكرة واحدة بل دفعه لرؤية الحياة من مختلف الزوايا. أما الكتابة التي لا تترك شيء في أثر قارئها فأنا أجد أنها خاوية وتحتاج لإعادة النظر بها.
كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
التجربة سلاح ذو حدين، ففي الوقت الذي فتحت به الأبواب لمن يمتلكون الموهبة للتعريف بأنفسهم وايصال موهبتهم للكثير من الأشخاص على مستوى العالم، كان لها أيضا أثر سلبي وأنا هنا أحدد على صعيد الكتابة – بأنها سمحت لمن هب ودب في الكتابة والنشر بعد أن صدقوا أنهم جاهزون للطباعة بعد أن صفق لهم عشرة اشخاص فأغرقوا الوسط الأدبي بأعمال لا ترقى لأن تسمى أعمال أدبية وللأسف فهي تجعل ذوق القارئ الجديد العهد في القراءة ينحدر. ومن كان في حالة اطلاع على ما ينشر حديثا يدرك تماما كم أن الوضع في تتدهور ملموس بسبب دور النشر التي تنشر أي عمل مهما كان ضعيفا فقط مقابل المال. وحبذا لو هناك رقابة على دور النشر لكان الأدب العربي بألف خير.
أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
لي الكثير من الذكريات الجميلة جدا ولكن أسوء وأقبح ذكرى هي عندما تعرضت بلدتي لهجوم عليها من قبل جبهة النصرة وقد كنت فيها يومها.
كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه؟
شكرا لكم على مبادرتكم في التعريف بالكتاب الجدد. وأتمنى التوفيق لكل من اجتهد وسعى إلى تقديم عمل أدبي يليق بهذه التسمية. شكرا جزيلا مرة أخرى على المبادرة