تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الأسبوع الكاتبة المصرية ابتهال الشايب
كيف تعرّفين نفسك للقرّاء؟
قاصة ومترجمة وروائية، ومجرد امرأة بسيطة، ورجل في الكتابة والحياة، وطفلة في لحظات الحب.
ماذا تقرأين الآن؟
تفسير القرآن الكريم للسعدي، مختارات من القصص الأمريكية والأوروبية، ترجمة علاء الديب.
وما هو أجمل كتاب قرأته؟
جميعهم، وكل كتاب له مذاق خاص وحياة مختلفة، أعيش معه لحظات معينة لا أنساها، حتى ولو كانت سيئة.
متى بدأت الكتابة؟
وأنا في سن 13 سنة، كانت مجرد خواطر وقصص صغيرة غير مكتملة.
ولماذا تكتبين؟
الكتابة متعة شخصية ولعبة، مثل الپوززلي أو المكعبات.
ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
الأقصر والقاهرة والإسكندرية، أتنقل كثيرًا بينهم منذ الطفولة، فصاروا قطعةً مني.
هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
لا لست راضية، لكني أحبهم وأقدرهم، وأقدر نفسي عندما صنعتهم. وخاصة في مجالي القصة والرواية أنا بطيئة ولا أحب الاستعجال هناك بعض الكتابات ولكني لم أستقر على شيء حتى الآن. في مجال الترجمة سيكون هناك كتاب عبارة عن مختارات شعرية من الأدب الفرنسي.
متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
لن يحدث ذلك أبدًا، فأنا أحب الكتابة وليس هناك شيء يعادلها.
ما هو العمل الذي تمنيت أن تكوني كاتبته؟
لا يوجد، كل كاتب له طريقته الخاصة التي تميزه.
وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
بالتأكيد فأنا أكتب عندما أكون هادئة تمامًا، ومستقرة نفسيًا. وأحب الكتابة على الورق، وخاصة في الليل حيث الهدوء.
هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
هو مجرد مغرد خارج السرب؛ لأن المجتمع لديه احتياجات ومشاكل كثيرة للغاية، ليس لديه وقت كي يبالي بالمثقف أو بكتاباته إلا قلة قليلة تتابع وتهتم بالثقافة والأدب.
ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
لقد مررت بالعزلة الإجبارية، وهي أقسى شيء ممكن أن يحدث للإنسان. العزلة بإرادة الكاتب نفسه حرية كاملة له ومناخ جيد؛ لكي يفكر ويقرأ، ويبدع ويتأمل بعيدًا عن ضوضاء الآخرين.
شخصية في الماضي ترغبين مقابلتها ولماذا؟
ليوناردو دافنشي؛ لأنه شخضية عبقرية، ومجتهد للغاية، واستطاع التلاعب بعقول البشر بسهولة حتى وقتنا هذا.
ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
سأكرر كل شيء، أتخذت كل قرار بكامل ثقتي ودوافعي؛ لأنني أعتدت على التفكير كثيرًا قبل اتخاذ أي خطوة في حياتي.
ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
لا يبقى شيء، عندما نفقد أشياءً جميلة.. الذكريات فقط هي التي تؤلمنا، أما إذا فقدنا أشياءً سيئة يجب أن نحتفل بفقدانها.
صياغة الأدب لا تأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن روايتك(يزن) كيف كتبت وفي أي ظرف؟
كانت لدي خاطرة غير مفهومة منذ بداياتي في الكتابة وبعد عدة سنوات أصبح لدي أصدقاء كثيرون من الدول العربية التي تعاني من الحروب والاضطهاد، تابعت معاناتهم، فتأثرت بهم كثيرًا دون أن أشعر وتذكرت هذه الخاطرة كانت مشابهة لهم، وحكاية تبحث عن نفسها، أما الظروف المكانية، فكان المكان في الرواية عبارة عن جبل وبحر فقط، وعندما أنتهيت من الكتابة أكتشفت تأثري بجبل البر الغربي في مدينة الأقصر، أشاهده باستمرار وهو يطل جوار منزلنا وأراه أثناء سيري على كورنيش النيل، جبل كبير للغاية يقف كشخص عظيم، أما البحر فهو بحر الإسكندرية فهو واسع للغاية ومثل الجبل تراه شخص ذو هيبة، وكتبتها أكثر من مرة، كنت كل ليلة أعاني من الكوابيس وأرى يزن ورفاقه واقفين خلف باب شفاف ويرفعون أيديهم إلى أعلى يلوحون لي. أغلقت جهازي وتركتها لفترة، وعندما حدثت الكاتب أشرف عويس رئيس دار النسيم عنها قرأها وأعجب بها وصدرت عن الدار عام 2015، حتى الآن أرى يزن بجوار البحر يفكر أو واقفًا فوق الجبل.
إلى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل إلى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز.. إلى دهاء وحكمة بلقيس أم إلى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
في ظل التربية الخاطئة، والجهل وأنانية بعض الرجال وفكرهم المحدود وموضة التدين الظاهري هذه الأيام.. المرأة تحتاج إلى التعلم والقراءة قبل الزواج وإنجاب هؤلاء الرجال، ونحتاج إلى معجزة ربانية، والحكمة والشجاعة لن تغير شيئًا في هذا الجهل المتوارث.
ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض؟
هي تخلق راحة نفسية للكاتب، محاولة لتصحيح الأوضاع، وفتح أفق جديدة في ذهن القارئ، وهي مجرد عامل مساعد للحياة على الأرض.
كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا أحبها فهي تساعد على ضياع حقوق الكاتب.
أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
أجمل ذكرى هي ذكرى أبي وأسوء ذكرى فقدانه.
كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه؟
أشكرك كثيرًا على هذا الحوار الممتع، وأتمنى لك التوفيق صديقي العزيز.