تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الاسبوع الكاتبة شيماء أبجاو
كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
شيماء أبجاو إحدى أسيرات الورطة الوجودية، وتلميذة في مدرسة الحياة الإجبارية.
ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أقرأ رواية “الراقصات لا يدخلن الجنة” لحنان درقاوي،
الكتب عوالم مختلفة لا يُمكن المفاضلة بينها.
متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
الإرهاصات الأولى كانت في الطفولة، ربما لأنني من جيل عرف المكتبة قبل التلفاز!
أكتب بدل أن أصرخ! أكتب لتسليط الضوء على قضايا تعنيني، لأشارك وجهة نظري، وأفتح باب الحوار، وإعادة النظر…
ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
تسكنني تطوان بجبالها…
هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
الرضا المطلق غرور، والتطلع إلى الأفضل دائما مطلوب.
متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
حتى أكثر القرارات بُعدا عن أذهاننا قد تفرض نفسها يوما ما لسبب أو آخر، من يدري ما قد يأتي به المستقبل! أما الآن فما زلت أنبض حبا للكتابة.
ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
لم يحدث أن رأيت نفسي في عباءة غيري، أقدّر العمل الجيّد وأسعد لقراءته، لكن لم يحدث أن أتخيّل نفسي صاحبته.
لا ألزم نفسي بطقوس محدّدة حتى أشعل جذوة الكتابة، فرغبتها قد تراودني في زمكان قد لا يتيح ممارسة طقوس بعينها، بل تهبّ رياح الفكرة على صدري فيهتز قلبي طربا لتدوينها، وإخراجها حروفا تلمس قلب القارئ وعقله.
هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
من الواجب على المبدع أن يضطلع بدور فعلي ومؤثر، لكن ماذا عن السرب الذي ينتمي إليه؟ هل يهتم لتغريده؟!.
ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
أنا ضدّ الإجبار بأي شكل من الأشكال، رغم أني لا أمانع في العزلة، بل أحبذها.
بالنسبة لي شخصيا العزلة حرية.
شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
عندما يُطرح هذا السؤال لا أفكر في الشخصيات التاريخية المقيدة بالكتب والأسفار، بل أفكر في كل شخص دخل معركة الحياة وصلته نارا وألما عظيما ورحل دون أن يهتم بأمره أحد!.
ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
من حكمة الخطاب الديني أنه اعتبر “لو” من الشيطان! فلا يجدي الأسف على ما لا يمكن تغييره!.
ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
يبقى الألم والحسرة، لكن مع تجربة وخبرة تمنحنا الحكمة.
صياغة الآداب لا تأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثنا عن روايتك : “المرأة الاخرى”، كيف كتبت وفي أي ظرف؟
الفكرة التأمل التطلع هذا كل ما في الأمر.
ما الذي يريده الناس، تحديدا من الكاتب؟
لعلّ البعض يبحث عن نفسه في عوالم الابداع، عن شخصيات تحمل شقاء أسئلة مثل أسئلته، ولعل البعض الآخر يبحث عن أراضي جديدة من الرؤى، عن عوالم مختلفة تتصارع فيها الشخصيات في حلبة الحياة، ويقف هو متفرجا متطلعا إلى النتيجة ومتلهفا لتحقيق الدهشة الأدبية.
ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟
البحث عن معنى، مساءلة الإنسان، وجعله يعيد النظر من خلال الاطلاع على معارف وآراء وزوايا نظر مختلفة.
وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟.
الإنسان مخلوق فضولي، ولعلّ حياة واحدة لا تكفيه حتى يُشبع رغبته في التعرّف أكثر على ذاته وعلى العالم الذي ينتمي إليه، لذلك يحتاج إلى الكتاب.
كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
هو سبيل للتواصل المباشر مع القارئ، وهذا شيء إيجابي.
أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
أشياء… غير قابلة للمشاركة!.
كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه؟
أشكرك أستاذ رضوان على جميل الاعتناء، والقارئ الكريم على سعة الصدر.