انعقد الاجتماع الدوري العادي للمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوم السبت 18 نونبر 2023 بالمقر المركزي للجمعية، على بعد أيام من مجموعة من المحطات الحقوقية: اليوم العالمي للطالب (17 نونبر) واليوم العالمي لحقوق الطفل (20 نونبر) واليوم العالمي لمحاربة العنف ضد المرأة (25 نونبر) واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نونبر)، وهي المناسبات التي قرر المكتب المركزي تخليدها بإصدار بيانات وبتنظيم أنشطة نضالية مختلفة، وانعقد هذا الاجتماع في سياق توترات وحروب غير مسبوقة على المستوى الدولي، أبرزها العدوان الهمجي الذي يقوده العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني حيث يمارس في حقه جرائم ضد الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية الوحشية والتهجير القسري والتطهير العرقي والحصار الشامل والتجويع والتدمير وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وخاصة على قطاع غزة بدعم ومساندة القوى الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما خلف الآلاف من الشهيدات والشهداء والمصابين/ات والمفقودين/ات ودمار مهول على مستوى المباني والبنى التحتية؛ كما انعقد هذا الاجتماع، على المستوى الوطني، في ظل
تواصل حراك الشغيلة التعليمية، المنتفضة ضد الاستمرار في الإجهاز على حقوقها ومكتسباتها وإمعان الدولة والوزارة الوصية في تفكيك الوظيفة العمومية وتصفية ما تبقى من التعليم العمومي المجاني، وانفرادها بتمرير نظام أساسي جديد يحول التعليم إلى سلعة والأستاذ(ة) إلى مجرد مورد ووسيلة بشرية، ويشرعن للهشاشة ولعدم الاستقرار الوظيفي، ويثقل نساء ورجال التعليم بمهام لا تندرج ضمن اختصاصهن/م، كما أنه يسن عقوبات لا أساس قانونيا لها سوى خلفية التحكم والضبط التعسفي…، وقد شكلت مسيرة الكرامة للشغيلة التعليمية يوم 7 نونبر الجاري بالرباط لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الحركة الاحتجاجية بالمغرب، خاصة وأنها جاءت في سياق الاحتقان العام الذي يعيشه المجتمع المغربي جراء الغلاء والارتفاع الصاروخي لأسعار جل المواد الأساسية وتدني القدرة المعيشية للمواطنين/ات، وتخلي الدولة المغربية عن مسؤولياتها الاجتماعية، في الوقت التي تستعد فيه لطرح مدونة جديدة للأسرة.
وبعد مناقشته جميع النقط المدرجة في جدول أعمال الاجتماع، فإن المكتب المركزي :
-
يدين بقوة حرب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد الإنسانية لكيان الأبارتايد الصهيوني الاستعماري ضد الشعب الفلسطيني، والتي بلغت حد استهداف المستشفيات والمدارس والمباني الحكومية والمخيمات والمنازل ومختلف الأحياء الآهلة بالسكان، والإعدام الميداني للأطفال والنساء والشيوخ (آخرها جريمة اغتيال المسن الفلسطيني بشير حجي 79 عاما بعد ادعاء قوات الاحتلال أمام كاميرات الإعلام مساعدته على العبور من شمال إلى جنوب غزة)، كما يدين تواطؤ ومباركة أمريكا وحلفائها وتشجيعها دولة الاحتلال على تصفية الشعب الفلسطيني وتهجيره قسرا من أرضه في ظل عجز المنتظم الدولي وشلله في حماية الشعب الفلسطيني واتخاد قرارات حازمة ورادعة لوقف هاته الهمجية الصهيونية.
-
يثمن كل أشكال الدعم والتضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني في مختلف بقاع العالم، والحملة الواسعة لمقاطعة الكيان سياسيا واقتصاديا، كما يثمن كل الخطوات والإجراءات لمحاكمة مجرمي حرب الإبادة الصهاينة كمجرمي حرب ضد الإنسانية وعدم إفلاتهم من العقاب؛
-
يدين قمع الدولة المغربية العديد من الوقفات والمسيرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني (قمع وقفة أمام سفارة فرنسا بالرباط، ووقفة أمام قنصلية أمريكا بالبيضاء، منع مسيرات في وجدة وطنجة ومراکش…)؛
-
يسجل لا مبالاة الدولة ووزارة التربية الوطنية أمام وضعية الاحتقان الخطير الذي يعيش عليه قطاع التعليم العمومي وتهربهما من تحمل مسؤوليتهما في حل الأزمة بما يضمن الحق في التعليم وصون التعليم العمومي وعدم ضياع الزمن المدرسي لأبناء وبنات عموم الشعب المغربي، وبما يحفظ كرامة نساء ورجال التعليم ويكفل حقوقهم ومكتسباتهم ويحل المشاكل العالقة، ويقطع مع المضامين التخريبية والتراجعية والتكبيلية للنظام الأساسي المرفوض؛
-
يدين انتهاك الحق في التظاهر السلمي وقمع مسيرات التنسيق الوطني لقطاع التعليم يوم 15 نونبر 2023 في العديد من المدن: خنيفرة، مراكش، القنيطرة…؛
-
يطالب بسحب مرسوم النظام الأساسي المكرس للتراجعات، وبالزيادة في أجور هيئة التدريس بما يحفظ قدرتهم الشرائية، وبضمان الحق في ممارسة الإضراب المكفول في جميع التشريعات والمواثيق الدولية والوطنية، وباسترجاع الأموال المقتطعة من أجور المضربين/ات؛
-
يشجب التهميش التام للغة الأمازيعية خلال توقيع اتفاقية شراكة بين وزير التعليم وجهة والونيا ببلجیکا لتدریس مبادئ السلم والتعايش باللغة العربية؛
-
يدين استمرار المحاكمات الصورية لنشطاء حقوق الإنسان والمدونين/ات، ويذكر بتأجيل محاكمة الدكاترة المعطلين إلى 17/12/2023، وبالمحاكمات التي يتبع فيها كل من غسان بنوازي وإبراهيم كيني؛ ويطالب بتوقيفها فورا ضمان للحق في حرية والتعبير؛
-
يؤكد على ضرورة إعادة النظر في إعداد مشروع قانون يسمح للأطر الطبية بالاشتغال في القطاع الطبي الخاص دون رقيب أو حسيب ودون أي سقف محدد، بعدما كانوا سابقا يشتغلون أربع ساعات فقط، مما يسهم في إحداث نزيف في قطاع الصحة العمومية على طريق الإجهاز عليه بصفة نهائية، كما يستنكر انقطاع تواجد عدة أدوية، وخاصة المتعلقة منها بالأمراض االنفسية والعقلية وبعض الأمراض المزمنة؛
-
يذكر بالوضعية الهشة التي يعيشها أجراء القطاع الخاص في المغرب، التي كشف عنها التقرير السنوي للمرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة (برسم سنتي 2021 و2022)، حيث سجل أن 76% من الأجراء يتقاضون أقل من 4000 درهم شهريا، منهم 44 % لا تتجاوز الأجرة التي يتقاضونها 2800 درهم، و31.8 % يتقاضون أجرة تتراوح ما بين 2800 و4000 درهم؛
-
يسجل الوضعية المتردية للسجون بالمغرب، حيث أفادت معطيات إحصائية صادرة عن المندوبية العامة لإدارة السجون، أن أغلب “سكان السجون” بالمغرب، شباب، وتشكل الفئة العمرية من 18 إلى أقل من 40 سنة نسبة 76,90 %، وأن المساحة المخصصة لكل سجين لا تتجاوز 1.75 مترا مربعا؛
-
كما يسجل الوضع السلبي للحقوق الارتفاقية، حيث أن النسبة العامة التي كشف عنها وسيط المملكة لتنفيذ توصيات مؤسسة الوسيط محصورة في حدود 64,57%، فيما بلغ مجموع التوصيات المتراكمة دون تنفيذ عن السنوات السابقة 1274 توصية؛
-
،يسجل، بخصوص حوادث الشغل، تواتر العديد منها، مخلفة العديد من الضحايا في غياب إجراءات السلامة، نذكر منها على سبيل الحصر: 6 نونبر 2023، لقي عامل بناء مصرعه، جراء سقوطه من مكان مرتفع أثناء مزاولته لعمله بعمارة في طور البناء بحي الشرف وسط مدينة بني ملال، 7 نونبر 2023، عامل يفارق الحياة احتراقا حتى التفحم إثر اندلاع حريق مهول وسط فران شعبي بمدينة الدار البيضاء، 9 نونبر 2023، وفاة عامل بناء، جرَّاء سقوطه من الطابق السابع، أثناء مزاولته لعمله بورش بناء بإحدى الشركات لإنتاج الأعلاف ضواحي مدينة حد السوالم، إقليم برشيد، 13 نونبر 2023، مصرع عامل بناء وإصابة 3 آخرين، ورابع تحت الأنقاض، إثر انهيار عمارة سكنية في طور البناء بمدينة تزنيت…؛
-
بخصوص الهجرة واللجوء، يسجل إصابات متفاوتة (ما لا يقل عن 50 عنصرا من القوات العمومية، و30 مهاجرا غير نظامي) في مواجهات يوم 17 نونبر 2023 بين عناصر القوات العمومية ومهاجرين سريين حاولوا اقتحام سياجات سبتة المحتلة.