تحرير: فريق LE24
أثار رشيد بوهدوز، الكاتب والفاعل السياسي، موجة جديدة من التفاعل بعد نشره تدوينة مطوّلة على صفحته بمواقع التواصل، دافع فيها عن موقفه من المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد، التي فجّرت جدلاً واسعًا بعد مداخلتها داخل مقر شركة “مايكروسوفت”، متهمة الشركة بالتعاون مع إسرائيل.
وفي تدوينته الجديدة التي حملت عنوان “حين تصبح الغيرة على الوطن تهمة!”، اختار بوهدوز أن يتحدث بصراحة أكبر، موضحًا أن موقفه لم يكن ضد المهندسة كشخص، ولا ضد تضامنها مع غزة، بل ضد “الانفعال غير المحسوب الذي يضر بصورة المغرب والكفاءات المغربية في كبريات الشركات العالمية”، على حد تعبيره.
🔹 الدفاع عن الوطن لا يتناقض مع التضامن
بوهدوز أكد أن “الوطنية الحقة تملي أن نكون جنودًا خلف مصلحة الوطن أولًا”، مشيرًا إلى أن دعم القضايا العادلة – وعلى رأسها القضية الفلسطينية – يجب أن لا يتناقض مع الحفاظ على صورة المغرب ومصالحه الدولية. وأضاف أن رد الفعل ضد المهندسة لم يكن هجومًا على فلسطين، بل “تعبير عن مخاوف مشروعة” من تبعات تصرف غير محسوب.
🔹 خذلان من الداخل
في جزء لافت من التدوينة، تحدث بوهدوز عن موقف بعض الفلسطينيين العاملين في نفس الشركة الذين “تبرؤوا من المهندسة”، وقال إنهم لم يدعموها رغم أنها خاطرت بمستقبلها المهني دفاعًا عن قضيتهم. واعتبر أن هذا الصمت من قبل من دافعت عنهم يجعلها تدفع الثمن وحدها، بل ويُحمّل اسم المغرب تداعيات تصرفها.
🔹 المغاربة لا يحتاجون دروسًا في الوطنية
بوهدوز استعرض في تدوينته أمثلة قوية على ما وصفه بـ”الوطنية الفعلية” للمغاربة داخل الوطن وخارجه: من تحركهم في زلزال الحوز، إلى دعمهم في أزمة كورونا، إلى التحويلات السنوية التي تُنعش الاقتصاد المغربي في عز الأزمات. وأضاف: “المغربي لا يقطع الصلة ببلده، بل يعود إليه كل عطلة، ويُربي أبناءه على حب ترابه، ويتشبث به رغم كل الظروف.”
وفي مقارنة مثيرة للجدل، دعا الفلسطينيين إلى “أن يتعلموا الوطنية من المغاربة”، مشيرًا إلى أنهم يملكون حرية الاستثمار والعودة إلى وطنهم، لكنهم يختارون الصمت والمشاهدة.
🔹 لا مزايدة على حب فلسطين
بوهدوز اختتم تدوينته برسالة واضحة مفادها أن حب فلسطين لا يعني التهور ولا التضحية بصورة المغرب من أجل تصرفات غير مدروسة، مؤكدًا أن: “من لا يخدم بلاده، لن يخدم غيرها، وأن تجار الشعارات مجرد ظواهر صوتية.”
🔻 نص التدوينة الكامل:
حين تصبح الغيرة على الوطن تهمة!الوطنية الحقة تملي علينا أن نكون جنودًا خلف مصلحة وطننا أولًا. ندافع عن صحرائنا، نواجه الفقر، نبني التنمية، ونحافظ على صورة المغرب في الخارج. وبعدها، نتضامن مع قضايا العالم العادلة، بما فيها فلسطين، لكن دون أن يتعارض ذلك مع هويتنا ومسؤوليتنا كمغاربة.حين عبّرنا عن موقفنا من تصرّف المهندسة المغربية في “مايكروسوفت”، لم نهاجمها شخصيًا، ولم نقلل من حجم المأساة في غزة، بل عبّرنا عن مخاوف مشروعة من أن تؤدي تصرفات غير محسوبة إلى تشويه صورة الكفاءات المغربية وحرمانها من مواقع التأثير في الشركات الكبرى.والأدهى من ذلك، أن الفلسطينيين داخل نفس الشركة تنكروا لها وقالوا إنها لا تمثلهم. من دافعت عنهم، تخلّوا عنها، وتركوها تدفع وحدها ثمنًا مهنيًا باهظًا، وتُحمّل اسم المغرب كله نتائج تصرفها الانفعالي.وفي المقابل، لا أحد يجرؤ على محاسبة:ملايين الفلسطينيين داخل اسرائيل
الفلسطينيين داخل الجيش الاسرائيلي
أعضاء الكنيست الإسرائيلي من أصول فلسطينية
لاعبي المنتخب الإسرائيلي الفلسطينيين
كبار رجال الأعمال الفلسطينيين في العالم
مدراء ومهندسي كبريات الشركات الإسرائيلية والأمريكية من أصل فلسطيني
أين هم؟ أين تضامنهم؟ أين دعمهم حتى بالكلمة أو بالدولار؟غائبون، صامتون، متفرجون… ومع ذلك، لا يتعرضون للوم أو التخوين.أما نحن، المغاربة، فنتعرض للتهجم لأننا نقول ببساطة: الوطن أولًا.لكننا لا نحتاج شهادة من أحد.في زلزال الحوز، تحرّك المغاربة كجسد واحد، داخل الوطن وخارجه، بالدعم والمبادرة والعمل.
في زمن كورونا، بعث مغاربة العالم مليارات السنتيمات لدعم الأسر الفقيرة بكل حب وانتماء.
تحويلات مغاربة الخارج تُنقذ الاقتصاد الوطني كل سنة، في عز الأزمات، بلا منّة ولا ضجيج.
المغربي لا يقطع الصلة ببلده، بل يعود إليه كل عطلة، ويُربي أبناءه على حب ترابه، ويتشبث به رغم كل الظروف.
وليت الفلسطينيين يتعلمون الوطنية من المغاربة فلو فعلوا ربع ما يفعله المغاربة لتغيرت الكثير من الامور!فلديهم جنسيات أمريكية وغربية، وإسرائيلية ولا أحد يمنعهم من زيارة وطنهم، أو الاستثمار فيه، أو دعم أهله، أو شراء العقارات والأراضي لحمايتها من التهويد.لكن للأسف، الغالبية تتنكر، تتفرج، وتصمت.نحن لا نتعلم الوطنية من أحد… بل نعلّمها بالفعل.ولا نُزايد على حب فلسطين، لكننا نعرف أن من لا يخدم بلاده، لن يخدم غيرها، وان تجار الشعارات مجرد ظواهر صوتية.والمغرب أمانة في أعناقنا، وصورته ليست مجالًا للمجازفة أو العنتريات.