على إثر الزلزال الدي ضرب مناطق مغربية ليلة الجمعة 08 شتنبر 2023، تلقت المملكة المغربية عشرات الدعوات من دول تعرض المساعدة، إلا أن المغرب وافق على عروض كل من قطر والإمارات وإسبانيا وبريطانيا، التي أرسلت فرق إنقاذ وإسعاف ومواد غذائية ومستلزمات المأوى للمتضررين، فيما رفض عروضا أخرى.
من خلال هذه المقالة سنحاول سرد أربعة أسباب رئيسية حالت دون قبول باقي المساعدات.
السبب الاول: السيادة الوطنية
المغرب ذو سيادة، يرى أن قبول أو رفض المساعدات هي مسألة لا يمكن النقاش فيها، له كل الحرية في اختيار الدول المساعِدة وهو من ينظم عمليات الاغاثة دون أي تدخل خارجي. قال وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة: أن “للمغرب الخبرات الواسعة في التعامل مع الكوارث الطبيعية وليس في حاجة للمساعدات الدولية إلا في حالة استصعاب الحلول“.
السبب الثاني: الخوف من الفوضى
هناك تقارير تقول أن المغرب واجهت ضعف التنسيق بين الدول والمنظمات الدولية التي قدمت يد المساعدة… لكن الحقيقة هي أن المغرب يخشى دخول العشرات من الدول دون تنسيق كي لا يحدث تعقيد في عملية الاستغاثة كما جاء على لسان وزير الداخلية السيد عبد الوافي الفتيت: “التدخل الدولي الغير منسق يسبب الكثير من المشاكل أكثر مما يحل“.
هناك الكثير ممن يستغل هذه الكوارث ويعمل لصالح أجندته كحقوق الانسان وحقوق المرأة والسلام الاخضر وحقوق الشواذ وغيرهم فتصبح فوضى سياسية وفوضى استغاثية.
السبب الثالث: الاستجابة المحلية كانت سريعة وفعالة
تمكنت فرق الانقاذ المغربية من إنقاذ العديد من تحت الانقاض في ظرف وجيز بمساعدة أيضا أهالي القرى المنكوبة الذين رغم قساوة المشهد الا أن الفزعة جعلتهم يحفرون الأرض بأصابعهم دون الشعور بالألم أدى ذلك لزيادة الثقة في القدرة المحلية، وقللت الحاجة للمساعدة الخارجية خاصة أن المغرب اشتغل في السنوات الاخيرة على عدة برامج وتدريبات على مثل هذه الكوارث.
السبب الرابع: لاعتبارات سياسية
في سنة 2010 تعرضت هاييتي لزلزال مدمر أدى إلى تدخل دولي واسع، تم تفسير هذا التدخل على أنه تدخل في السيادة الوطنية حيث أصبحت الأمم المتحدة وفرق الانقاذ هم من يديرون البلاد ويتدخلون في مؤسساتها كالصحة والشرطة وغيرها من القطاعات…
ليس من الحصافة أن نستمع للانتقادات التي تطرح ضد المغرب، فالعالم لا يركز على أعداد الضحايا بحجم ما يركز على الدول التي رفض المغرب مساعداتها كفرنسا والجزائر.