في سيناريو مشابه لفترة إعلان وليد الركراكي مدربا للمنتخب الوطني، عندما عارضت فئة معينة الفكرة، ومنهم بعض الصحفيين بين قوسين الذين خرجوا في منابر إعلامية وشككوا في كفاءته وقدرته على قيادة المنتخب الوطني كما فضلوا بقاء المدرب السابق وحيد حاليلوزيتش.
تقلد الركراكي المنصب وذهب إلى كأس العالم فانتظروا عودته مبكرا من مرحلة المجموعات، غير أنه خالف كل توقعاتهم… وبقية القصة تعرفونها جيداً.
كتب وليد التاريخ بوصوله المربع الذهبي لكأس العالم في سابقة من نوعها، وأخرس أفواه الحاقدين الذين تحولوا سريعا إلى مناصرين له (مزيفين طبعا) بعد الإنجاز التاريخي للفريق الوطني.
واليوم يتكرر نفس السيناريو تقريبا، فبعد المباراة الودية التي خاضها المنتخب الوطني ضد كوت ديفوار يوم السبت الماضي، خرج بعض العلماء أو ” العولاما” كما يلقبون أنفسهم، خرجوا لينشروا سمهم وحقدهم تجاه الناخب الوطني وليد الركراكي.
كيف لا وهم يتحينون فقط الفرصة التي يسقط فيها المنتخب أو يتراجع أداءه نسبيا لكي يعلقوا المدرب وينهالوا عليه بالإنتقادات.
والغريب في الأمر هو أن معظم هؤلاء المنتقدين ينتقدون فقط من أجل النقد، أو ربما من أجل الهدم إن صح القول.. هناك من ينتقد الركراكي فقط لأنه لم يستدعي لاعب فلاني يمارس في فريقه المفضل. وهل هذا منطقي بالله عليكم ؟
مسألة الانتماء تدفع أصحابها لشن هجمات على الناخب الوطني والتدخل في اختياراته، وهذا لا يصح أبداً لأن داخل الفريق الوطني تذوب الإنتماءات ونلتحف جميعا العلم الأحمر الذي تتوسطه النجمة الخضراء.
أما عن صاحب تصريح “الرئة” فهو لا يكاد يختلف عن الحاقدين الذين ذكرتهم أعلاه، لو كان هذا اللاعب السابق يستحي لما تلفظ بهذا الكلام، الكل يعرف تاريخه. ثم ماذا قدم للمنتخب؟.
نعلم جيدا أن الروح القتالية مطلوبة ولو أعاد “العالم بورزوق” مشاهدة مباريات كأس العالم سيدرك أن المنتخب فاز في أكثر من لقاء بفضل قتالية لاعبيه، وأذكر المحارب سفيان أمرابط على سبيل المثال لا الحصر.
ختاما آمل أن يستوعب هؤلاء الذين ينتقدون المدرب وليد الركراكي الآن أنه ليس الوقت المناسب للمحاسبة، الكأس الإفريقية قادمة ” وعند الفورة يبان الحساب” كما يقول المثل المغربي، وشخصيا أخشى على الحاقدين من خسارة الرهان مجددا أمام “مول النية”.