وكالة رويترز كانت أول من أعلن عن زلزال الحوز، أو بالأحرى زلزال المغرب، نقلا عن المركز الألماني لرصد الزلازل، والناس الذين كانوا يشاهدون قناة الجزيرة القطرية رأوا الخبر عريضا على أسفل الشاشة، وكان طبيعيا أن ينقلوا وجهتخم في الحال نحو “قنواتهم الوطنية” لرصد المزيد من التفاصيل.
في هذه اللحظات بالضبط، حين كانت القنوات العالمية تنقل بعض الأخبار الأولية عن الزلزال المخيف، كانت القناة التلفزيونية الأولى تنقل سهرة غنائية، والتي لم يتم قطعها للإعلان عن الزلزال الصادم، بل استمر الغناء والضحك حتى نهاية السهرة، ثم دخلت القناة الأولى في برنامج آخر، طبعا بعد الإشهار، وكأن الزلزال حدث في جزر الواقواق.
وبما أن هناك ثمانية قنوات تلفزيونية تابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، فإن باقي القنوات كانت مشغولة ببث برامجها المعتادة، ما بين المواعظ الدينية والمباريات الرياضية والبرامج شبه الثقافية والمسرحيات والمسلسلات السمجة.
عاد الكثير من المغاربة نحو القنوات الفضائية الأجنبية لتتبع زلزال مدمر يحدث في بلدهم، لأنه حتى عندما استفاق فيصل العياشي من نعاسه وطلب تتبع أحداث الزلزال، فإن ذلك حدث بشكل رديء وعبر تلفونات شخصية، واضطرت قناة العرايشي للاستعانة بأي كان لدرء هذه الفضيحة الإعلامية الإضافية في مسيرة العرايشي، الملقب بأخناثون.
كانت هناك لحظات استثناء بسيطة في قناة “مدي 1 تيفي”، التي تتبعت بعض التفاصيل البسيطة للزلزال، مع واقعة مضحكة وغريبة، وهي أن مراسل القناة في أكادير كان في اتصال مباشر مع المركز لتغطية سهرة غنائية، فأحس بالأرض تتحرك بقوة من تحت رجليه، ورأى الناس يهربون من مكان الحفل، ثم أنهى المراسلة وكأن لا شيء يحدث.. ربما لأنه كان ينتظر أوامر من فوق لكي يقول إن هناك زلزالا في أكادير..!!
المصيبة، إذن، في هذه البلاد لا تتمثل فقط في الزلازل والكوارث، بل في عقلية سياسية وإعلامية مريضة ومتخلفة، ولولا الأوامر الصارمة التي أيقظت العرايشي من سباته، لكانت قنواته تنفي “الأخبار المغرضة عن حدوث زلزال في المغرب”..!
من المثير حقا أن يستمر رجل مثل فيصل العرايشي مديرا على كل هذه القنوات التي لا تفعل أكثر من استنزاف المال العام وبطرق بشعة، والتي تصرف أموالا ضخمة في السهرات والتفاهات، وعندما يجد الجد تتصرف هذه القنوات مثل أية نعامة غبية.
كنا سنكرر المطالب بضرورة إرسال هذا المسمى فيصل العرايشي إلى بيته لكي يريح ويستريح، لكننا نعرف أن ذلك لن يحدث، لذلك نكتفي بقول ما يقوله أي عبد فقير إلى الله: لا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.
المصدر: المساء اليوم