حظي رواق المغرب بإقبال واسع، أمس الثلاثاء، في معرض هانوفر (هانوفر ميس)، أحد أكبر معارض التكنولوجيا الصناعية على مستوى العالمي، والذي يقام كل فصل ربيع بمركز المعارض بالمدينة الواقعة شمال وسط ألمانيا.
وشكل رواق المغرب، الذي أعدته الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، فرصة للوكالة لعرض مؤهلات المملكة والفرص التي توفرها في مجال الاستثمار في مهن المستقبل، وذلك تحت شعار العلامة الخاصة بالاستثمار والتصدير “المغرب الآن” (Morocco Now).
وخلال زيارته لرواق المغرب، أشاد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن جازولي، الذي يقود حاليا حملة ترويجية اقتصادية في ألمانيا، بمشاركة المغرب في معرض هانوفر، وهو أحد أبرز المعارض في العالم، التي تقدم أحدث التطورات في مجالات الصناعة، والتكنولوجيا الرقمية والطاقات المتجددة والتنقل الكهربائي.
وقال الوزير “إن مشاركتنا تروم التعريف بمؤهلات المغرب ورؤيته تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ومبادراته الكبرى، خاصة في قطاعي التنقل الكهربائي والطاقات المتجددة، من خلال إبراز التزامنا بتطوير تكنولوجيا الهيدروجين”.
من جهته، أعرب المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، عن سعادته باستضافة هذا الحدث العالمي الكبير في مجال الصناعة للمغرب، وهو حدث يضم قرابة 200 قطاع صناعي.
وأضاف أنه “لا يمكن للمغرب أن يفوت المشاركة في هذا المعرض المهم الذي يعد أساسيا لتعزيز فرص الاستثمار الصناعي التي يتيحها في مختلف المهن، على رأسها التنمية المستدامة والطاقات المتجددة، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر”.
وفي هذا الصدد، أوضح السيد صديقي أن المغرب، بفضل الرؤية الملكية، يتطلع لطموحات كبيرة في مجال إزالة الكربون والاستثمار الصناعي وتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر.
كما أشار إلى أن المملكة تستجيب للطلب العالمي في مجال إزالة الكربون وتُعتبر الآن وجهة جاذبة بالنسبة للمستثمرين الراغبين في المساهمة في تحقيق هذه الغاية على نطاق عالمي من خلال الاستثمارات في المغرب.
وأكد السيد صديقي أنه بغرض دعم الشركات المغربية في تصديرها للخارج، تعمل الوكالة على تسهيل ولوجها إلى مثل هذه الملتقيات من أجل تمكينها من عرض منتجاتها ومشاركة خبرتها وتيسير عقد اللقاءات مع المانحين العالميين.
ويستضيف الرواقُ الشركات المغربية، الممثلة إلى جانب أعضاء الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، من أجل تسليط الضوء على المشهد الاقتصادي المغربي للزوار الأجانب. كما يمكن للزوار الاطلاع على ميثاق الاستثمار الجديد، المطبوع بعدة لغات، مصحوبا بجهاز رمز الاستجابة السريعة (كود QR) لدخول مصادر أخرى تمكنهم من فهم أفضل للاقتصاد المغربي.
وعقب زيارته للرواق المغربي، استقبل السيد جازولي من قبل نائبة المندوب السامي للمعرض الألماني، أنيكا كلار، وذلك قبل عقد سلسلة من اللقاءات مع ممثلي الشركات الصناعية متعددة الجنسيات على غرار تلك المختصة في تكنولوجيا الأتمتة الكهربائية والإلكترونية والصناعية؛ فونيكس كونتاكت وسيمنس وداسو سيستمس وريتال وبوش ريكسروث.
وفي ختام أشغال اليوم الثاني من الحملة الترويجية المغربية في ألمانيا، عقد الوزير اجتماعا مع نائب المستشار الألماني والوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والمناخ، روبرت هابيك.
وخلال هذه المباحثات الثنائية، ركز الوزيران على سبل تجسيد التكامل القوي بين الاقتصادين المغربي والألماني من خلال إنجاز مشاريع مشتركة، خاصة في مجال الطاقة الخضراء والتنقل الكهربائي.
و تتواصل جولة 2024 للترويج للوجهة المغربية داخل صفوف المستثمرين والمسؤولين بألمانيا في إطار حملة ترويجية من 22 إلى غاية 25 أبريل الجاري، علما ان محطتها في اسبانيا كانت قد انتهت متم شهر يناير الماضي
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة الترويجية تنظم من قبل الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، بشراكة مع السفارة المغربية بألمانيا، في سياق خاص يتميز بإطلاق “عرض المغرب”، وإبرام العديد من اتفاقيات الاستثمار الاستراتيجية في قطاع البطاريات الكهربائية، الرامية إلى بروز منظومة وطنية للسيارات الصديقة للبيئة، والذي يمكن تعزيزه بالتعاون مع كبار الفاعلين الألمان.
ويرتقب أن يتم خلال هذه الجولة عقد لقاءات مع صناع القرار والمستثمرين والمؤسسات الألمانية، فضلا عن القيام بزيارات لمواقع صناعية، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر “المغرب الآن” (Morocco Now) في ميونيخ، تحت شعار “التآزر من أجل شراكات مستدامة”.
ويتواصل معرض هانوفر، المعروف أيضا باسم هانوفر ميس، إلى غاية 26 أبريل بمشاركة عدد من الدول الرائدة في الابتكار في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والأتمتة والطاقة.
ومنذ نسخته الأولى المنظمة سنة 1947، يحرص هذا الملتقى العالمي كل سنة على استقطاب الآلاف من العارضين والزوار القادمين من جميع أنحاء العالم، والراغبين بتقديم أحدث الابتكارات واكتشافها، فضلا عن استكشاف فرص جديدة للشراكة التجارية والاستثمارية.