شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة صباح يوم السبت حدثًا أكاديميًا بارزًا، تمثل في مناقشة الأستاذ محمد اليوسفي لأطروحته لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام بعنوان “منظومة التعليم والحراك الاجتماعي بالمغرب”.
استعرضت الأطروحة بشكل تفصيلي وعميق عدة محاور أساسية، حيث ناقشت الإطار النظري والمفاهيمي للحركات الاجتماعية وعلاقتها بمنظومة التعليم، وتطرقت إلى الأهداف النظرية لهذه الحركات وأهم العمليات والمفاهيم المتعلقة بها. كما قدمت الأطروحة دراسة موسعة للسياقات التاريخية والبنيوية التي أثرت على الحراك الاجتماعي في المغرب، متضمنة عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية مختلفة أسهمت في تشكيل الواقع الاجتماعي الحالي.
كذلك تضمنت الأطروحة مقارنة دقيقة ووافية لتجارب دولية مهمة، تحديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بهدف استخلاص الدروس المستفادة من هذه النماذج وتأثيراتها في إعادة الإنتاج الاجتماعي من خلال المنظومات التعليمية.
كما ركزت الدراسة بشكل خاص على الحالة المغربية، حيث حددت أبرز الإشكاليات والعوائق الاقتصادية والتعليمية التي تحول دون تحقيق فرص تعليمية عادلة وإنتاج اجتماعي متوازن، موضحة مظاهر القصور في النظام التعليمي المغربي وكيفية تأثيرها على تعزيز أو إعاقة الحراك الاجتماعي.
ولم تكتفِ الأطروحة بتشخيص الواقع، بل قدمت مجموعة من الحلول العملية والتربوية والمؤسسية المقترحة لتجاوز التحديات الراهنة، مع التركيز على أهمية تحسين جودة التعليم وتوفير الموارد البشرية اللازمة والفعالة، بالإضافة إلى توصيات واضحة بشأن تعزيز تكافؤ الفرص وتطوير رأس المال البشري بما يضمن تحقيق استقرار اجتماعي واقتصادي مستدام.
حصل الباحث الأستاذ محمد اليوسفي على درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدًا، مع توصية اللجنة العلمية بالنشر، وهو ما يؤكد على القيمة العلمية والمنهجية والعملية العالية للأطروحة.
وقد تكونت لجنة المناقشة من نخبة من الأكاديميين وهم:
- الأستاذ الدكتور الحمداوي زين العابدين – مشرفًا ورئيسًا
- الأستاذ الدكتور محمد سعدي – مقررًا وعضوًا
- الأستاذ الدكتور حسن محداش – مقررًا وعضوًا
- الأستاذ الدكتور نوري عبد الفتاح – مقررًا وعضوًا
وشهدت المناقشة حضورًا مميزًا لعدد من الأكاديميين والباحثين والطلبة، الذين أثنوا على الجهد العلمي المبذول، مؤكدين على مكانة الأستاذ محمد اليوسفي في الحقل الأكاديمي والعلمي، حيث يشغل منصب أستاذ جامعي بكلية الناظور.