
مع بدء عرض فيلم Gladiator 2، ظهر نقاش حاد حول تشويه جديد لتاريخ شمال إفريقيا، وذلك من خلال تصوير الإمبراطور الأمازيغي مقران (Macrinus) كشخصية ذات بشرة سوداء. هذا التحريف المزعوم، الذي وصفه رشيد بوهدوز في تدوينته على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار استياءًا واسعًا لدى العديد من المغاربة والمناصرين للهوية الأمازيغية. إذ يُعتبر *مقران* أحد أبرز الشخصيات التاريخية الأمازيغية التي حكمت الإمبراطورية الرومانية، وكان دائمًا يُشار إليه كرمز للقوة والحكمة.
بوهدوز أشار إلى أن هذا التشويه لا يقتصر فقط على المغرب، بل هو جزء من حملة أوسع تستهدف جميع دول شمال إفريقيا. حيث تعمدت بعض الجماعات الترويج لفكرة أن سكان شمال إفريقيا كانوا سود البشرة في الأصل، وهو ما يتعارض مع الحقائق الأثرية والتاريخية. إحدى أبرز الأدلة التي تؤكد أصول السكان الأمازيغية هي اكتشاف أقدم جمجمة للإنسان العاقل في جبل إيغود بالمغرب، والتي تعتبر دليلًا قويًا على تواجد الأمازيغ في المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ.
وأضاف بوهدوز أن هناك بعض الأنظمة في العقود الماضية ساهمت في تعزيز هذا التزييف من خلال تهميش الهوية الأمازيغية، وفتح المجال لجماعات خارجية لترويج سرديات كاذبة عن تاريخ المنطقة. من هذا المنطلق، يرى بوهدوز أن فيلم *Gladiator 2* هو امتداد لهذه الحملات التي تسعى إلى تزييف التاريخ والهوية.

وعلى الرغم من أن الفيلم تم تصويره على الأراضي المغربية، إلا أن التساؤلات تُثار حول دور الجهات المسؤولة عن الرقابة في البلاد، وكيف سمحت بتصوير فيلم يمس بتاريخه العريق. بوهدوز طالب بضرورة وضع رقابة أكثر صرامة على هذه الإنتاجات السينمائية لضمان عدم تشويه هوية المغرب.
ويذكر أن هذه الحملة لتزييف التاريخ ليست جديدة، فقد سبق أن شهدنا محاولات مشابهة في مسلسل فتح الأندلس الذي شوه تاريخ المغرب والقادة الأمازيغيين. ورغم أن الدعوى القضائية التي تم رفعها ضد المسلسل انتهت بعدم الاختصاص، إلا أنها أسهمت في نشر الرواية الحقيقية وفضح أكاذيب صناع المسلسل.
وفي ختام التدوينة، أكد بوهدوز على أن الخطوة التالية ستكون رفع دعوى قضائية لمنع عرض *Gladiator 2* في المغرب، وذلك من أجل حماية الهوية الوطنية من أي تشويه. وأشار إلى أن هذه المحاولات ليست مقتصرة على شمال إفريقيا فقط، فقد أثارت منصة *نيتفليكس* الجدل سابقًا عندما صورت الملكة البطلمية كليوباترا كسوداء البشرة، مما أثار غضبًا واسعًا في مصر.
في النهاية، أكد بوهدوز أن حماية التاريخ والهوية الأمازيغية يتطلب يقظة مستمرة وتصديًا لأي محاولات للتزييف، مشيرًا إلى أن التساؤلات حول الأجندات التي تقف وراء مثل هذه الأعمال تبقى مطروحة.