سلا –
انعقدت يوم السبت 31 ماي 2025، بمركز المؤتمرات الولجة في مدينة سلا، أشغال الدورة العادية الثلاثين للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، برئاسة السيدة نجوى ككوس، رئيسة المجلس الوطني، وبمشاركة وازنة من أعضاء الأمانة العامة، والبرلمانيين، ومنتخبي الحزب، إلى جانب فعاليات تنظيمية تمثل مختلف الجهات.
وقد شكلت هذه الدورة مناسبة لإجراء تقييم جماعي لأداء الحزب ومساهمته في المشهد السياسي الوطني، وسط نقاشات مستفيضة طبعها الوضوح والالتزام والانفتاح على المقترحات. وتم تتويج هذه الدينامية بإصدار بيان ختامي والمصادقة على عدد من المقررات التنظيمية والمبادرات الجديدة.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت السيدة نجوى ككوس على أن “تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية ليس خياراً رمزياً، بل التزاماً دستورياً ومكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية، وجزءاً لا يتجزأ من المشروع المجتمعي للحزب”. وفي هذا السياق، صادق المجلس على مبادرة “سنكتب تيفيناغ”، الهادفة إلى تعزيز استخدام الحرف الأمازيغي في الفضاء العمومي والمؤسسات، كمظهر ملموس لتكريس العدالة اللغوية والثقافية.
كما عرفت الدورة مناقشة أداء وزراء الحزب ومنتخبيه، حيث دافعت السيدة ككوس عن حصيلة العمل المؤسساتي للحزب، مؤكدة أنه يشكل رافعة أساسية لتجذير مشروع الحزب في الواقع السياسي والاجتماعي المغربي. وشددت على أن “العمل السياسي الجاد والمنفتح هو الآلية الأنجع لخدمة المواطن والمساهمة في المسار التنموي للبلاد”.
ومن أبرز مستجدات هذه الدورة، إعلان القيادة الجماعية عن عودة النائبين البرلمانيين هشام المهاجري وعادل بيطار إلى عضوية المكتب السياسي، وهو القرار الذي استُقبل بترحيب واسع من قبل أعضاء المجلس. وقد عبّر السيد المهاجري في تصريح له عن اعتزازه بالعودة إلى موقعه الحزبي، مؤكداً “التزامه الكامل بالانضباط واحترام مؤسسات الحزب وخياراته”.
كما خصصت الدورة حيزاً هاماً لموضوع الالتزام التنظيمي والانضباط الحزبي، حيث دعت السيدة ككوس إلى احترام القوانين الداخلية وميثاق الأخلاقيات، مؤكدة أن “التغيب عن الاجتماعات واللجان دون مبرر يعكس غياب الجدية والمسؤولية، ولا ينسجم مع متطلبات المرحلة السياسية الراهنة”.
واختتمت أشغال المجلس الوطني بإصدار بيان ختامي شامل، تضمّن خلاصات النقاشات والتوصيات والمواقف السياسية والتنظيمية التي تبناها الحزب، مع التأكيد على مواصلة تجديد أدوات الاشتغال السياسي والانفتاح على الكفاءات، والعمل على ترسيخ مكانة الحزب كفاعل وطني محوري يسعى لخدمة تطلعات المغاربة في إطار الالتزام بالدستور والثوابت الوطنية.